أكد الزعيم الكردي مسعود بارزاني على أن السبيل الأفضل لإنهاء الخلافات في العراق هو اللجوء إلى الحوار والتفاهم بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، مشدداً على ضرورة الاحتكام إلى الدستور من أجل تسوية المشكلات مع الالتزام بالاتفاقات السياسية التي تم التوصل إليها بين الأطراف المُشكّلة لائتلاف إدارة الدولة.
جاء ذلك خلال استقبال بارزاني، اليوم الاثنين، في مصيف صلاح الدين، وفداً رفيع المستوى من الحكومة العراقية، ضم فؤاد حسين، نائب رئيس الوزراء العراقي ورئيس المجلس الوزاري للاقتصاد، محمد علي تميم نائب رئيس الوزراء العراقي ووزير التخطيط، طيف سامي وزيرة المالية العراقية، حميد نعيم الغزي، الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، علي محسن العلاق، محافظ البنك المركزي العراقي، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في الحكومة العراقية من وزارات الخارجية والتخطيط والمالية والنفط والتجارة والصناعة والمعادن والزراعة والعمل والشؤون الاجتماعية، وكذلك الأمانة العامة لمجلس الوزراء والبنك المركزي وهيئة الأوراق المالية العراقية.
خلال اللقاء، أعرب أعضاء الوفد عن “سعادتهم بزيارة إقليم كردستان”، مشيدين، وفق بيان صادر عن المقر الرسمي للرئيس بارزاني، بالدور التاريخي للزعيم بارزاني في بناء العراق الجديد والنضال ضد الدكتاتورية.
كما استعرضوا للزعيم بارزاني أهدافَ زيارتهم إلى إقليم كردستان ومباحثاتهم مع الجهات ذات الصلة في حكومة الإقليم، وأكد الوفد الضيف أن لقاءاتهم واجتماعاتهم مع حكومة الإقليم “كانت مثمرة”، مشددين على “السعي للتوصل إلى تفاهم كامل في أجواء مليئة بالثقة ومن خلال رؤية شفافة وبنّاءة من أجل حل المشاكل العالقة وتجاوز العقبات”.
خلال اللقاء، عبّر بارزاني عن ترحيبه الحافل بالوفد رفيع المستوى للحكومة الاتحادية العراقية، وأعرب عن “أمله في أن تكون لهذه الزيارة واللقاءات نتائج إيجابية لمصلحة كل العراق وإقليم كردستان”.
كما سلّط بارزاني الضوء على “تاريخ نضال وتضحيات شعب كردستان في القرن العشرين”، وذكر للحضور أنه “بعد 2003 كانت هنالك تطلعات لبناء عراق جديد يكون مثالاً للتعايش والشراكة والديمقراطية والتعددية في المنطقة”.
وأكد على أن “نضال شعب كردستان كان من أجل ترسيخ الشراكة وضمان حقوقه، وبدلاً من احترام مطالب شعب كردستان وتعويض ما تعرض له من عمليات أنفال وقصف بالأسلحة الكيمياوية، يتم محاولة تحجيم القضية التاريخية والنضالات والتضحيات التي لا تُحصى لكردستان واختصارها في موضوع الرواتب أو السعي لبث التفرقة والانقسام في إقليم كردستان”.
وشدد بارزاني على أن “السبيل الأفضل لإنهاء الخلافات هو اللجوء إلى الحوار والتفاهم بين الحكومة الاتحادية العراقية وحكومة إقليم كردستان”، مؤكداً على “ضرورة أن نحتكم جميعاً إلى الدستور من أجل تسوية المشكلات مع الالتزام بالاتفاقات السياسية التي تم التوصل إليها بين الأطراف المُشكّلة لائتلاف إدارة الدولة”.
وأشاد بارزاني بدور وجهود رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في “إزالة العقبات ومعالجة الخلافات”، وشدد على أهمية وجود نوايا حسنة وإرادة حقيقية وصادقة إلى جانب الالتزام بالدستور والاتفاقيات السياسية من أجل إنجاح عملية الحوار وتسوية المشاكل.
يشار إلى أن اللقاء عُقِدَ بحضور وفد رفيع المستوى من حكومة إقليم كردستان، ضم وزيري الداخلية والمالية ورئيس ديوان مجلس الوزراء وعدداً من مسؤولي حكومة إقليم كوردستان.
واستقبل مسعود بارزاني، في مصيف صلاح الدين، إلينا رومانوسكي، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق، بحضور ستيفن بينر، القنصل العام للولايات المتحدة في أربيل.
أشارت السفيرة الأمريكية لدى العراق إلى نتائج الزيارة الأخيرة للزعيم بارزاني إلى بغداد، والتي كان لها تأثير كبير على رؤى الأطراف السياسية العراقية وخلق مناخ إيجابي للتعامل مع القضايا المختلفة.
و تناول اللقاء الأوضاع السياسية في العراق والمنطقة، وانتخابات برلمان كردستان المقررة في شهر تشرين الأول المقبل، وضرورة إجراء الحملات الانتخابية في أجواء حرة وبعيدة عن التوترات.
وكان بقاء قوات التحالف الدولي في العراق والتهديدات الإرهابية على العراق والمنطقة محاور أخرى للقاء.