في إطار الدور التنويري لوزارة الثقافة المصرية، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، أقامت دار الكتب والوثائق القومية ندوة بعنوان “اللغة العربية في التراث”. أدار الندوة الدكتور أيمن فؤاد سيد وتحدث فيها كل من: الدكتور أحمد عفيفي أستاذ النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة وتناول موضوع “التلطف في اللغة العربية”، وأشار في بداية حديثه إلى كون اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم. وقال أن التلطف له عدة تعريفات من بينها التعامل مع الآخر من خلال خطاب يسوده الود والاحترام وتجنب إحراج الآخر. وورد التلطف في القرآن من خلال سورة الكهف في قوله تعالى “وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا”. وقولنا أصحاب الهمم بدلا من متحدي الإعاقة هو نوع من التلطف. وهو ما يحدث عندما نقول المرض الخبيث بدلا من السرطان أو أن نقول انتقل إلى الرفيق الأعلى بدلا من قول أن فلانا قد مات.
وهناك سياقات كثيرة للتلطف منها سياق فردي يدل على أخلاقيات الفرد الذي يتلطف في حديثه وهناك سياق اجتماعي. ومن بين أمثلة التلطف في العلوم الاجتماعية أن نقول “العالم الثالث” بدلا من أن نقول الدول المتخلفة. وفي الحديث الشريف نجد أبي هريرة يقول ” بينما نحن جلوس عند النبي” ولم يقل مع النبي لأن “مع” تشير إلى المصاحبه والتماثل وهذا من التلطف في اللغة ومن أدب الصحابة مع الرسول. ومن التلطف أن نقول” عصى المرء ربه فانتقم منه” في صيغة المبنى للمجهول تأدبا مع الله.
وتحدث الدكتور عبد الكريم جبل أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب بجامعة طنطا وتحدث عن “القيم العربية كما تمثلها العرب في لغتهم في التراث”. وأشار الدكتور جبل إلى اهتمام الغرب بدراسة اللغة العربية في معاهد متخصصة ليسهل عليهم فهم الثقافة العربية ومن ثم تسهيل مهمة الاحتلال.
ومن أهم القيم العربية: الكرم والشجاعه بما عرف من ارتباطهما بالبيئة الصحراوية فنجد كثيرا من الألفاظ التي تشير إلى تلك الصفات مثل شجاع ومقدام وجسور وأحمس، إشارة إلى الشجاعة عند العرب، وألفاظ مثل كريم وجواد وغيرها للتعبير عن الكرم.
وقد فصل العرب شرح درجات الشجاعة من بطولة وإقدام ونجدة وإغاثة، والمنعة التامة بمعنى عدم وجود نقطة ضعف فيقال الرجل البهمة مشتق من الفرس البهيم ذي اللون الواحد.