إن ما يحدث من استمرار لحروب الإبادة الجماعية يزيد بصورة مرعبة، فنحن نواجه حرب شرسة لتدمير شعوب المنطقة سواء كان الضحايا مدنيون أم أحزاب ومنظمات مستهدفة .. أبرياء أم مذنبون .. أطفال قبل شباب وكبار السن .
وتختلف سبل الإبادة سواء عن طريق مواجهات صريحة أو تآمرية أو عن طريق مليشيات وتنظيمات مرتزقة بدء من أفريقيا وصولا إلى آسيا، بل نحن في أوج توقيت “للحروب الرقمية والقتل عن بعد” واستخدام المسيرات بكل خسة وإجرام .. لعل ما يحدث بالأيام الأخيرة من تفجيرات بدولة لبنان الشقيق جراء استعمال أجهزة “البيجر” التى يستخدمهاحزب الله اكبر مثل على ذلك، وكما تشير – المواقع الإخبارية- بخطة تم إعدادها بدس مادة داخل الاجهزة تساعد على الانفجار ، فتم طرح كمية كبيرة تنفيذا لعملية الإبادة، وفي رأيي لو بحثنا سنجد أن “الخيانة والعمالة- تلعب دور أساسي لوصول تبك الأجهزة وتفعيلها كسلاح في هذه الهجمات .
كما أرى أن إطالة المفاوضات لإيجاد حلول مختلفة (واهية) لم توصلنا سوى لنتيجة واحدة وهي إعاقة أطول، لخلق وقت أطول لإسرائيل للتوسيع في مساحات جديدة -أكبر- لإبادة الشعوب العربية وخلق هجمات شرسة بالشرق الأوسط، ويتأكد هذا من خلال استمرار أمريكا في المماطلة لإيقاف الهوس الإسرائيلى للهجمات الجنونية وكأنهما -الاثنان- في سباق مع الزمن لتحقيق أكبر “سكور” للتخلص من شعوبنا بصور متعددة، هذا مع استمرار تزويدها بما يستجد من أسلحة والعتاد المتطور ، وهذا يؤكد أن هناك مباركة متواصلة من الولايات المتحدة الأمريكية لما يحدث من حالة الهوس التى تحدث على ارض المنطقة سواء بفلسطين أو لبنان وغيرهم، رغم أى محاولات زائفة لإظهار تعاطفها مع الضحايا، ورفضها للعنف والمجازر ، وهذا كشعارات تهدئة أمام الرأي العام العالمي، الذي يرفض بشدة ما يحدث من جرائم حرب وإبادة بالمنطقة، وهذا نجده في تزايد اظهار الرفض واعلانه من خلال مطالبات ووقفات من جميع القوى المدنية على كوكب الأرض مطالبة بوقف هذا الجنون والتعنت الإسرائيلي، ومن هنا ليس أمام الحكومة الأمريكية لتبرئة ساحتها أمام التاريخ وشعوب العالم سوى أن تكف أيديها عن إمداد إسرائيل بالأسلحة ودعمها المندفع لها بمنهج لا يخلو من التضارب والكيل بمكيالين .
قد تكون أمريكا سعيدة بتبنيها هذا الكيان الشرير اليوم كأداة مساعدة لتنفيذ أطماعها في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ولكنها لا تتخيل أنها تدعم مارد سيأتي على -الأخضر واليابس- عندما يكتمل نموه ويشب عن الطوق، وأول من سيدفع الثمن هي أمريكا، لأنها في كل لحظة دعم لهوس هذا الكيان يزداد عدد الرافضين لهذه السياسة وذلك الدعم، وكأنها تمهد لكسب المزيد من الأعداء .
إن ما يحدث على أرض الواقع يسقط قناع البراءة من على وجه أمريكا ويشير إليها بأصابع اتهام يسجلها التاريخ كوصمة عار لسياستها .. لتظل ناطقة شاهدة عليها إلى يوم الدين .