الرئيسية

 “لابا” تحيي “ذاكرة الليالي المصريّة” في الأندلس بالتعاون مع “أجيال”

0 51

 

 

وسط أجواءٍ دافئة ارتسمت معها ملامح أيّام الزمن الجميل، أمضى عشّاق الفنّ المصري الأصيل، أمسية تاريخيّة استعادت “ذاكرة الليالي المصريّة” في الأندلس، من خلال أشهر الأغاني الطربيّة والفكاهيّة والإيقاعات الموسيقيّة التراثيّة.

ففي أمسيةٍ هي الثانية من أمسيات “ذاكرة الأندلس” التي تنظّمها أكاديميّة لوياك للفنون – “لابا” ، تألّقت المواهب الشابّة في أداء أغانٍ وعروضٍ كلاسيكيّة وفلكلوريّة حيّة، جسّدت ليالٍ وأمسياتٍ مصريّة عريقة أحياها كبار الفنّانين والنجوم المصريّين وروّاد المونولوج على مسرح الأندلس خلال الستينيّات والسبعينيّات من القرن الماضي.

وضمن سلسلة “إيقاع” الثقافية التي تعيد ذكريات الماضي، أبحر محبّو الفنّ المصري من كويتيّين ومصريّين وجنسياتٍ متنوّعة في ليلةٍ زاخرة بالشوق والحنين إلى ذاكرة الأندلس، عزفت خلالها فرقة “حبايبنا” المصريّة بالتعاون مع فرقة “لابا” الموسيقيّة، أجمل الأغاني وأروع الألحان الطربية والشعبية والفكاهيّة.

ليلة زاخرة بعبق الأهرامات

وبلباسٍ تقليديّ تراثيّ يتناغم مع لباس فنّاني تلك الحقبة وحركاتٍ وأداءٍ مماثلٍ، أبدع الشباب والشابّات في تأدية مجموعةٍ متنوّعة من أغانٍ وعروضٍ لاقت استحسان الجمهور وإعجابه الكبير. فقد تألّقت زينب بركات في أداء أغانٍ طربية للفنانة الكبيرة فايزة أحمد، بحيث غنّت “بتسأل ليه عليا” و”قلبي ليك ميّال”، و”يمّا القمر عالباب نوّر قناديله”، أضف إلى أغنية “بقا عايز تنساني” للنجمة العريقة سعاد محمد و”ليلي طال” للمونولوج الشهير محمود شكوكو.

وإذ أبهر باسم يوسف الحضور بأغنية “سحب رمشو” للفنان الشعبي محمد قنديل و”عنّابي” للمطرب والملحّن الكبير كارم محمود، سحرت دميانة يوسف عشّاق الفنّ بأغنيتين للفنانة القديرة نجاة الصغيرة، منشدةً “أمّا براوة” و”عيون القلب”. بدورها، ألهبت شروق شريف الأجواء من خلال أغنيتين للفنانة الأصيلة شريفة فاضل، مردّدةً “لما راح الصبر منّي” وصولًا إلى أغنية “على مين…حارة السقايين”. أمّا باسم وديع فاستعاد باقةً من أغاني المونولوج، بحيث أدّى أغنية “السعادة” للفنان الكوميدي اسماعيل ياسين، و”حلو الحلو” للفنان شكوكو و”اتفضل قهوة” للفنان الشعبي المتألّق عمر الجيزاوي. وتخلّل الحفل دويتو لباسم وديع وشروق شريف، من خلال أغنية “عايز أروح” لأميرة المونولوج سعاد مكاوي والفنان اسماعيل ياسين.

قدمت الأمسية ميا مهدي من لابا بكلماتٍ ترحيبيّة استذكرت فيها عقودًا من الزمن “احتضنت خلالها سينما ومسرح الأندلس الفنّ المصري الأصيل، إلى جانب فنّ الفكاهة والمونولوج مع كبار النجوم المصريّين”. وقالت: “ليلتنا مصريّة بامتياز من أرض النيل والأهرامات إلى كويت العزّ والخير، حيث ندور في الشوارع والحارات، ونهديكم من مصر الحبّ والسلامات ونسترجع روح الأندلس”.

تأتي أمسية الليالي المصريّة ضمن سلسلة أمسيات وفعاليّات ثقافيّة وفنيّة تنفّذها أكاديميّة “لابا” و”أجيال”، احتفاءً بذاكرة الأندلس وبالمشروع الذي عاود نشاطه بعد 28 عامًا، سعيًا لتقدير إبداعات عمالقة الغناء العربي الذين وقفوا على مسرح الأندلس، كما لإحياء حقبةٍ زمنيّةٍ راقيةٍ جعلت من الكويت مقصدًا لكبار النجوم والفنّانين الكويتيّين والعرب والعالميّين.

وكانت “لابا” أقامت الأمسية الأولى من أمسيات الأندلس من خلال حفلٍ غنائيّ متميّز أحياه جورج الصافي، نجل الراحل وديع الصافي، مستعيدًا أجمل وأروع أغاني الفنان الكبير. ومن منطلق اهتمامها العميق بالتشبيك والتعاون مع هيئات المجتمع المدني والمؤسّسات والشركات الرياديّة، تثابر “لابا” على مواصلة الجهود لتعزيز الحراك الفنّي والثقافيّ في المجتمع الكويتيّ، نظرًا لأهميّة الفنون في تحقيق الانصهار والاندماج وتوحيد الشعوب، كما الارتقاء بوعي المجتمع وترسيخ مكانته الحضاريّة.

وسوف يشهد مجمّع الأندلس طوال سنة 2023 المقبلة، سلسلة عروض مسرحيّة وموسيقيّة حيّة لأصحاب الذوق الرفيع، أضف إلى معارض فنّية لفنّانين محليّين وإقليميّين، فبرامج متميّزة تعزّز الجوانب الإبداعيّة لكلّ زائرٍ من زوّار مجمّع الأندلس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.