احتفل مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، مساء الخميس، بالذكرى الثامنة والسبعين لتأسيس الحزب، وهى نفس ذكرى ميلاد الزعيم الكردي مسعود بارزاني.
حضر الحفل الذي قدمته الدكتورة نور العقاد، الدكتور محمد أبو كلل مسؤول العلاقات العربية والأفريقية بتيار الحكمة الوطني، والقنصل العام العراقي عصام محمد خضير، والدكتور محمود زايد الخبير بالشؤون الكردية، وعدد من أساتذة الجامعات المصرية والصحفيين، وأبناء الجالية العراقية والطلاب الكرد فى مصر.
وأثني أبو كلل مسؤول العلاقات العربية والأفريقية بتيار الحكمة الوطني على ما يشهده إقليم كردستان من نهضة وتنمية، مؤكدا أن المنطقة كلها تشهد أحداث غير عادية، أخطرها استمرار العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين لأكثر من عشرة أشهر، ما نتج عنه عشرات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من المصابين والمفقودين والمشردين.
وأكد الدكتور محمد أبو كلل أن العراق يمر بفترة متميزة من الاستقرار السياسي والذي انعكس بصورة إيجابية على عمليات البناء والإعمار لاسيما في مجال البنى التحتية، مشيرا إلى التطور الكبير في ذلك المجال في العاصمة العراقية بغداد .
وأضاف أبو كلل، أن هذه الإنجازات التي تحققت في المجال الخدمي لم تكن لتحدث لولا الدعم السياسي للقوى المنضوية في ائتلاف إدارة الدولة، والتي تبذل جهودا حثيثة في تذليل كافة العقبات والعراقيل الروتينية في سبيل إنجاح عمل الحكومة بقيادة رئيس مجلس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني، حيث يشهد العراق حملة من الإعمار لم تحدث منذ سنوات طويلة نتيجة الظروف التي مر بها أثناء تصديه للعمليات الإرهابية التي عصفت بالبلاد بعد الإطاحة بالنظام البعثي.
وأشار أبو كلل إلى أهمية زيارة السيد مسعود بارزاني إلى بغداد والتي لاقت ترحيبا واسعا من مختلف الأطياف السياسية، ما يعكس عمق الروابط الأخوية بين أبناء الوطن الواحد.
وأشاد أبو كلل بالتقدم الحاصل في علاقات العراق الخارجية لاسيما مع مصر على مختلف الأصعدة وكثافة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين وما نتج عنها من تنامي التعاون الاقتصادي بين القطاعين الخاص والحكومي في البلدين الكبيرين.
وحول مأساة غزة أكد الدكتور محمد أبو كلل أن هذا الحفل لا يعكر صفوه سوى ما يعانيه أهلنا في قطاع غزة الصامد منذ عشرة أشهر من جرائم إرهابية مخزية على يد قوات الاحتلال الصهيوني، وسط صمت دولي فاضح لأكذوبة جماعات الدفاع عن حقوق الإنسان، في مشهد يعكس انهيار القانون الدولي، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني أوغلت في جرائمها الإرهابية دون رادع من المجتمع الدولي، مشيدا بالدور العراقي في تقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة على الصعيدين الشعبي والرسمي، ومؤكدا تقديره الشديد للدور المصري التاريخي في إحباط مخطط التهجير والتصدي للمحاولات الصهيونية في تصفية القضية الفلسطينية العادلة، بجانب الجهود المصرية المبذولة لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
تاريخ نضالي كبير للحزب الديمقراطي الكردستاني
وقال شيركو حبيب إن تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في 16 أغسطس عام 1946، بزعامة الأب الروحي للشعب الكردي الجنرال ملا مصطفى بارزاني الخالد ، كان ضرورة حتمية لقيادة نضال شعب كردستان وتثبيت أسس الديمقراطية في العراق وبناء دولة مؤسساتية ضامنة لحقوق جميع مكوناته، وأيدته جميع مكونات العراق لإيمانهم بشعاره (الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان)، وإيمان زعيمه بالديمقراطية التى اقتنعت الجماهير بأنها نهجه الذي لن يحيد عنه.
وتابع حبيب: خلال مسيرته النضالية استطاع الحزب الديمقراطي الكردستاني تسجيل أروع البطولات والملاحم وقيادة ثورةً شعبية انطلقت شرارتها في كردستان سميت بثورة أيلول في الحادي عشر من سبتمبر عام 1961 ، وسرعان ما أصبحت ثورةً عراقية تدافع عن جميع العراقيين، رغم أن بعض أعداء الشعب العراقي حاولوا تغيير نهج الثورة وترويج الأكاذيب حول اقتتال مزعوم بين العرب و الكرد، بينما دافعت ثورة أيلول عن حقوق العرب أيضا، فخلافاتها كانت مع الأنظمة التي ارتكبت الجرائم ضد كافة مكونات العراق، وارتبطت بعلاقات متنية بين الشعبين و لاتزال، لحكمة و كاريزما الزعيم الخالد مصطفى بارزاني، حيث أفشلت كل محاولات الفرقة، و التحق بها العديد من أبناء القوميات الأخرى انتصارا للديمقراطية وعدالة القضية، ولايزال الزعيم مسعود بارزاني مستمرا في دعم أواصر الأخوة بين جميع مكونات العراق.
ورغم كل الظروف والجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكردي، إلا أن قيادة الحزب و زعيمه فضلوا المفاوضات و الحوار مع الحكومات العراقية بديلا عن الاقتتال و الدمار، فاحتفظ الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ تأسيسه بعلاقات جيدة مع الأحزاب و القوى الوطنية و الإقليمية و الدولية فأصبح حزبا دوليا حقيقيا.
علاقات ناجحة مع مصر ودعم عبد الناصر والسيسي للحقوق القومية
وأضاف حبيب: استطاع الحزب عبور الحدود و بناء علاقات جيدة مع الأحزاب الديمقراطية والاشتراكية، و له علاقات جيدة مع العرب و خاصة في جمهورية مصر العربية، منذ أن استقبل الزعيم الراحل خالد الذكر جمال عبدالناصر الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني بالقاهرة في أكتوبر عام 1958 ، فالرئيس المصري جمال عبد الناصر كان مؤيدا قويا للحقوق القومية للشعب الكردي ضمن العراق، معارضا اللجوء للقوة ضد الكرد، ويعتز الشعب الكردي بهذا الموقف المصري المشرف الذي استمر مع تأكيدات الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل نحو خمس سنوات على أنه مع الحقوق القومية للشعب الكردي، وذلك خلال مؤتمر الشباب بمدينة شرم الشيخ، ونحن خلال عملنا خلال هذه الفترة في مصر لمسنا مواقف الأشقاء المصرين تجاه العراقيين وتجاه الشعب الكردي بالأخص.
دعم كردي لامحدود لدولة فلسطينية عاصمتها القدس
وقال مسؤول مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة شيركو حبيب إن المنطقة تمر بظروف بالغة التعقيد، تجلت في فلسطين وسوريا و ليبيا و اليمن و لبنان والسودان وغيرها من الدول، وهذه الظروف بحاجة إلى حل جذري لإبعاد شعوب المنطقة عن مجازر و مصائب أكبر، خاصة مع استمرار الحرب على الشعب الفلسطيني الشقيق على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي الدفاع عن حقوق وحريات الإنسان، ويخرس بوضوح أمام حق الفلسطينيين في الحياة وهو أسمى الحقوق الإنسانية، ونحن كشعب كردي نشعر بالألم و الأسي لما بتعرض له الشعب الفلسطيني، فنحن مع قيام الدولة الفلسطينية و عاصمتها القدس الشريف، و ما تقرره السلطة الوطنية الفلسطينية.
دعم عراق قوي ودولة دستورية مؤسساتية ذات سيادة
ولفت حبيب إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يصر دائما على حل الخلافات بالحوار و المفاوضات و اللجوء إلى الدستور، وبناء دولة دستورية مؤسساتية مدنية، ليشارك جميع أبناء العراق في بناء وطن يسوده التآخي و العيش المشترك، بعيدا عن الطائفية و المذهبية، وبناء علاقات خارجية على أساس المصالح المشتركة مع كافة الدول، رافضين التدخل في الشؤون الداخلية أو خرق سيادة العراق وهي خط أحمر، ومستنكربن ما يحدث من قصف مناطق من كردستان العراق بأي حجج، واستخدام أراضي الإقليم في شن هجمات على الغير والتعامل مع كردستان كساحة لتصفية الحسابات من قبل قوى مسلحة غير عراقية، وعليها كافة احترام سبادة العراق وخصوصية الإقليم.
وأشار حبيب “نحن مع عراق قوي، فوجود بغداد قوية ضمانة لأربيل قوية والعكس، وجميعنا في خدمة المصالح العليا لكافة مكونات العراق”.
إجراء الانتخابات في كردستان 20 أكتوبر المقبل
ونوه حبيب إلى أن الحزب الديمقراطي له دور بارز وهام في إجراء انتخابات كردستان، وقد أعلن الزعيم مسعود بارزاني في مدينة كويسنحق إجراء انتخابات حرة نزيهة، وكان ولايزال للحزب دور بارز في دعم حكومة الإقليم و إشاعة المساواة و التعايش السلمي بين جميع مكونات كردستان، وهذا ما يصر عليه الزعيم بارزاني، مردفا “نحن الآن على أبواب انتخابات تشريعية في العشرين من أكتوبر المقبل، ونعمل بكل الوسائل لإجراء انتخابات شفافة و نزيهة، وبالتالي فعلى الجميع الالتزام باحترام نتائجها”.
وأكد حبيب أن قدرة الكيانات السياسية على البقاء مرهونة بالتفاعل المستمر مع قضايا الوطن والالتحام بالجماهير والتداخل مع قضاياها، وأن سيرة ومسيرة الحزب الديمقراطي الكردستاني تؤكد أنه كان عند حسن ظن المواطنين العراقيين كافة، بما قدمه من نضال مشرف، وما أثرى به الحياة السياسية من حضور، ولو شاء التاريخ لكتب أنه أعرق وأقدم أحزاب المنطقة كلها، وأحد أبرز الدعاة للحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة، ولكل الساسة المنصفين أن يفخروا بتأثيره فى مجريات الأحداث وحضوره بين المواطنين في عراق نحلم به دولة تقود مستقبلها.
شهدت الاحتفالية فقرات غنائية لفرقة التخت المصري بقيادة الفنان والمطرب إبراهيم الشريف، والعازفين أنور سليم و تامر صالح و ريمون السوهاجي، وقدمت أغاني عربية ومصرية وعدد من أغاني التراث لأم كلثوم وفريد الأطرش ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ، وسط تفاعل الحضور معها.