الرئيسية

سارة الهلالي تكتب : لماذا أصبح لقاح “كوفيد 25” معركة نفسية قبل أن يكون خطوة وقائية؟

0 7

لم يعد الجدل الدائر حول لقاح كوفيد 25 نقاشًا طبيًا بحتًا، بقدر ما تحوّل إلى معركة نفسية يعيشها الشارع المصري، خصوصًا بين أولياء الأمور الذين يبحثون عن إجابة واحدة واضحة:
هل ما يتلقاه أبناؤنا من لقاحات آمن بالكامل؟

هذه الأسئلة لم تأتِ من فراغ. فصوت الأهالي يرتفع يومًا بعد يوم، موجّهًا نداءً لوزارة الصحة يطالب فيه بمصارحة واضحة وشفافة حول ملف التطعيمات المدرسية، خاصة أن أغلب اللقاحات المستخدمة مستوردة من الخارج، وهو ما يجعل الشفافية شرطًا أساسيًا لطمأنة المواطنين.

غياب الرد الرسمي يوسع فجوة القلق

ورغم تزايد المخاوف، يشعر كثيرون بأن الوزير المعني لم يُقدم بعد الرد الحاسم الذي ينتظره الأهالي. فالمواطن المصري – قبل أن يكون متلقيًا للخدمة الصحية – هو شريك في نجاح المنظومة، ومن حقه أن يعرف، وأن يطمئن، وأن يفهم لماذا يُطلب من طفله تلقي لقاح معيّن دون غيره.

ومن هنا يتقدم أولياء الأمور بصوت واحد:
نريد معلومات واضحة لا تحتمل التأويل. نريد شفافية كاملة بشأن كل ما يتصل بصحة أبنائنا.

ملف اللقاحات… أمن قومي قبل أن يكون إجراء صحيًا

من الطبيعي أن تطلب الأسر من وزارة الصحة توضيح خطط الدولة في تصنيع اللقاحات محليًا وزيادة القدرة الإنتاجية الوطنية، باعتبار هذا الملف أحد أهم عناصر الأمن الصحّي والوطني. فالاكتفاء الذاتي في اللقاحات ليس رفاهية، بل ضرورة استراتيجية.

أسئلة مشروعة تحتاج إلى إجابات

ظهور بعض الحالات التي اشتكت من أعراض بعد تلقي التطعيمات المدرسية – بصرف النظر عن طبيعتها أو سببها – فتح الباب لمجموعة من الأسئلة المشروعة، التي يطرحها أولياء الأمور دون اتهام، بل بهدف الاطمئنان:

1. ما هي آليات اعتماد اللقاحات المستوردة؟

يحتاج الأهالي لمعرفة كيف تُفحص هذه اللقاحات قبل دخولها البلاد، وما الجهات المصنعة، وما تقارير الجودة التي تم اعتمادها.

2. هل تُنشر تقارير الفحص المحلي للرأي العام؟

وجود معلومات رسمية عن مراحل الفحص يزيد الثقة ويغلق الباب أمام الشائعات.

3. ماذا عن سلسلة التبريد والنقل؟

ضمان وفحص الالتزام بالمعايير الدولية لحفظ اللقاحات جزء أساسي من ضمان فعاليتها وسلامتها.

4. هل ستُفتح تحقيقات شفافة في الحالات التي ظهرت عليها أعراض؟

التحقيق العلمي الواضح – مع إعلان نتائجه – هو أقوى وسيلة لطمأنة المجتمع بأكمله.

الاختيار حق أصيل… والإجبار يزيد التوتر

يرى كثير من أولياء الأمور أن منحهم حق الاختيار بين تلقي التطعيم داخل المدرسة أو خارجه، أو التأجيل، أو الحصول على استشارة طبية أولًا، هو خطوة ضرورية لتقليل الاحتقان النفسي. فالمواطن لا يرفض التطعيم، لكنه يرفض غياب المعلومات.

التوعية العلمية… السلاح الأقوى ضد القلق

ويطالب الأهالي بإطلاق حملة توعية مبسطة توضح:

ماهية اللقاحات

مكوناتها

الهدف منها

آثارها المحتملة وطرق التعامل معها

فحين يفهم المواطن، يطمئن… وحين يطمئن، يتعاون.

لسنا ضد التطعيمات… نحن مع المعرفة

في النهاية، يؤكد أولياء الأمور أن موقفهم ليس رفضًا للتطعيمات، ولا تشكيكًا في جهود الدولة. بل إنهم يطالبون فقط بـالاطمئنان الكامل إلى سلامة الإجراءات، وبالحق الطبيعي في معرفة ما يتلقاه أبناؤهم، سواء كانت اللقاحات محلية أو مستوردة.

فصحة الطلاب ليست ملفًا إداريًا، بل مسؤولية وطنية، وحقًا إنسانيًا، وحلقة أساسية في منظومة الأمن الصحي للمجتمع كله.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير…
أولياء أمور أبناء الجيل الجديد المصري.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.