الرئيسية

مركز “العرب للأبحاث” يناقش أفكار الشرفاء الحمادي في فعالية ضمن مشروع “بالوعي تبنى الأمم” بمكتبة مصر العامة

0 6

 

 

نظم مركز “العرب للأبحاث والدراسات” برئاسة الباحث محمد فتحي الشريف ندوة فكرية موسّعة بعنوان “الوعي وبناء الأوطان”، بحضور عدد كبير من المثقفين والمبدعين والإعلاميين المصريين والعرب، حيث انطلقت الفعاليات بمقر مكتبة مصر العامة، وبرعاية وزارة الثقافة المصرية.
محمد فتحي الشريف: “مشروع الوعي” يرتكز على الرؤية الفكرية العميقة للشرفاء الحمادي
في بداية الندوة، قال محمد فتحي الشريف رئيس مركز “العرب”، إن هذه الفعالية تأتي ضمن الأنشطة التمهيدية لمشروع “بالوعي تُبنى الأمم”، الذي يعد أحد أبرز مشروعات المركز في مجال الفكر والثقافة والتنوير، ويستند إلى الرؤية الفكرية العميقة للمفكر العربي الكبير على محمد الشرفاء الحمادي، الذي يُعد من أبرز دعاة تجديد الخطاب الإسلامي والفكري في العالم العربي.


الوعي المجتمعي أساس بناء الأوطان
وأضاف أن الشرفاء الحمادي يؤمن بأن الوعي المجتمعي هو الأساس الحقيقي لبناء أوطان قوية ومستقرة، انطلاقًا من قراءة مقاصدية للنصوص القرآنية بعيدًا عن التفسيرات المتشددة، سعيًا لترسيخ قيم المواطنة والسلام والتسامح كمدخل رئيسي للتنمية والاستقرار.
الشريف: ليس مجرد فعالية فكرية
وأوضح أن مشروع “بالوعي تُبنى الأمم” ليس مجرد فعالية فكرية، وإنما يمثل رؤية وطنية شاملة وخطة استراتيجية طويلة الأمد تستهدف تأسيس جيل جديد الشباب الوعي في الوطن العربي القادر على التمييز بين الحقيقة والتضليل وبين الفكر والتعصب.
رسم مسارات استراتيجية تدعم أهداف المشروع
وتابع الشريف أن مركز “العرب” يعمل بالتوازي مع مؤسسات الدولة في مسار متكامل لبناء وعي وطني جامع يحمي المجتمع من الأفكار المغلوطة، مشيرًا إلى أن الندوة ستُسفر عن خلاصات وتوصيات عملية تُرفع إلى الجهات المعنية للمساهمة في رسم مسارات استراتيجية تدعم أهداف المشروع، مضيفًا أن الرهان الحقيقي في هذه المرحلة التاريخية هو على الوعي، بوصفه حجر الزاوية في بناء الأوطان وتحصينها ضد مخاطر الكراهية والتطرف.
مجدي طنطاوي: السيسي أعاد مصر للريادة العربية والإقليمية.. وفكر الشرفاء يدعو للرحمة والسلام


قال الكاتب الصحفي مجدي طنطاوي، المدير العام لمؤسسة “رسالة السلام العالمية”، في كلمة له حول دور المؤسسة في نشر ثقافة المحبة والسلام والتعايش، إن التعايش بين الناس بمختلف دياناتهم وثقافاتهم ليس مجرد شعار أخلاقي، وإنما هو جوهر الرسالة التي جاء بها الإسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا. “فالنصوص القرآنية الكريمة والسنة النبوية المطهرة رسخت لمبادئ الرحمة، والعدل، وحفظ حقوق الإنسان أيًا كان معتقده، مؤكدًا أن اختلاف الناس سنة إلهية، وأن التنوع مصدر غنى للمجتمعات لا مدعاة للصراع أو الإقصاء”.
طنطاوي: التعايش ليس خيارًا ثانويًا
وأضاف طنطاوي: “ما أحوجنا اليوم إلى استعادة تلك القيم الأصيلة في الخطاب الإسلامي والوعي المجتمعي، لنقدم للعالم الصورة الحقيقية للإسلام كدين تسامح وسلام. فالتعايش ليس خيارًا ثانويًا، بل هو السبيل لبناء أوطان مستقرة ومجتمعات مزدهرة، وهو الجسر الذي يعبر بنا من أجواء الفتن والانقسامات إلى رحابة الأخوة الإنسانية التي نادى بها الإسلام في أسمى معانيها”.
تحية لدعاة السلام في العالم والقيادة المصرية
وفي ختام كلمته، وجه طنطاوي الشكر للمفكر الشرفاء الحمادي وكل دعاة السلام في العالم، كما وجه التحية للرئيس السيسي الذي قاد الدولة المصرية بحكمة واقتدار في ظل ظروف دولية عصيبة وصعبة، واستطاع أن يعيد لها دورها العربي والإقليمي والدولي.
د. هاشم بكري: الإسلام في جوهرة رسالة وعي وبناء.. المواطنة لا تتعارض مع الانتماء

وتحدث الدكتور هاشم بكري أمين، مدير إدارة إهناسيا التعليمة بالأزهر الشريف، قائلًا إن الإسلام في جوهره رسالة وعي وبناء، تقوم على تعزيز قيم التعايش السلمي واحترام الآخر، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الإقصاء أو التعصب. “فالنصوص الشرعية والممارسات التاريخية تؤكد أن الإسلام أسس لمجتمع يقوم على العدالة والمساواة بين الناس، وأن الوعي بهذه القيم يمثل صمام أمان في مواجهة دعاوى التطرف ومحاولات تمزيق وحدة الأمة”.
ويضيف بكري أن المواطنة الحقة لا تتعارض مع الانتماء الديني، بل تعكس تكاملهما، حيث يعيش أبناء الوطن الواحد تحت مظلة القانون والعدل، متساوين في الحقوق والواجبات. “ومن هنا فإن المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الشريف، تتحمل مسؤولية كبرى في نشر خطاب الوسطية وتكريس قيم الوعي، بما يرسخ ثقافة التعايش والمواطنة كدعامة أساسية لاستقرار المجتمعات ونهضتها”.
د. أبو الفضل الإسناوي: المراكز البحثية وحدها القادرة على صياغة رؤى علمية متوازنة
فيما يتناول الدكتور والكاتب الصحفي أبو الفضل الإسناوي، المدير الأكاديمي لمركز “رع” ومدير تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام، دور مراكز البحث في نشر الوعي بين الشباب عبر وضع استراتيجيات وبرامج وآليات تنفيذية.
ويرى الإسناوي، المدير الأكاديمي لمركز “رع” ومدير تحرير مجلة السياسة الدولية بالأهرام، أن مراكز البحث تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي بين الشباب، ليس فقط عبر تقديم الدراسات النظرية، وإنما من خلال وضع استراتيجيات عملية تستهدف بناء إدراك عميق بالتحديات التي تواجه الدولة والمجتمع، مع التحليل الأكاديمي والواقع التطبيقي فالمراكز البحثية هي القادرة على صياغة رؤى علمية متوازنة تجمع بين، بما يتيح للشباب فهمًا أوسع للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويؤكد الإسناوي أن أهمية هذه المراكز تتجسد كذلك في قدرتها على بلورة برامج عمل وآليات تنفيذية، تستند إلى ورش تدريبية، وندوات تثقيفية، وأنشطة تفاعلية، تتيح للشباب المشاركة المباشرة في إنتاج المعرفة. وبهذا تتحول مراكز البحث إلى منصات لصناعة الوعي المستدام، وتزويد الأجيال الجديدة بالأدوات الفكرية التي تمكنهم من مواجهة خطاب التطرف والتضليل، وتؤهلهم للمساهمة الفاعلة في عملية التنمية وصياغة مستقبل أوطانهم.
د. فينوس فؤاد: مؤسسات الدولة تضطلع بدور جوهري في رفع الوعي
وشددت الدكتورة فينوس فؤاد، وكيلة وزارة الثقافة، على أن مؤسسات الدولة تضطلع بدور جوهري في رفع وعي الشباب بالقضايا الوطنية، وذلك من خلال برامج توعوية وثقافية تدمج بين التعليم والمعرفة والتجربة الحية. فالمؤسسات الرسمية، بما تمتلكه من إمكانات تنظيمية وبنية تحتية، قادرة على الوصول إلى أكبر شريحة من الشباب، وتزويدهم بالمعارف التي تتيح لهم إدراك التحديات الراهنة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، بما يعزز انتماءهم للوطن.
وأضافت خلال كلمتها في الندوة، أن “تفعيل هذا الدور يتطلب توظيف أدوات مبتكرة في الخطاب الثقافي والإعلامي، وتنظيم فعاليات فنية وأدبية وحوارية تفتح المجال أمام الشباب للتعبير عن رؤاهم. فبناء وعي وطني راسخ لا يتحقق إلا عبر شراكة حقيقية بين الدولة والمجتمع، حيث يصبح الشباب طرفًا فاعلًا في حماية المكتسبات الوطنية والمساهمة في صياغة مستقبل يليق بطموحاتهم”.
د. محمد يحيى غيدة: الوعي الرياضي لا يقتصر على الإعداد البدني والمهاري بل هو منظومة أخلاقية
يؤكد الأستاذ الدكتور محمد يحيى غيده، نائب أول رئيس مركز “العرب” وأستاذ بجامعة المنصورة، أن الرياضة تمثل أحد أبرز أشكال القوة الناعمة بين الشعوب، فهي لغة عالمية قادرة على تجاوز الحواجز الثقافية والسياسية، وتعزيز قيم التعاون والتعايش. ويشير إلى أن الوعي الرياضي لا يقتصر على الإعداد البدني والمهاري، بل يمتد إلى غرس منظومة أخلاقية تضع المنافسة الشريفة فوق كل اعتبار، وهو ما تجلى بوضوح في دورات الأولمبياد التي كانت ولا تزال ساحةً لترسيخ معاني الروح الرياضية واحترام الآخر.
وفي سياق متصل، يضيف غيده أن الرياضة المصرية قدمت للعالم نماذج مضيئة في الأخلاق الرياضية، حيث شهدت المحافل الدولية مواقف مشرفة لأبطال مصر. فقد تنازل أحد لاعبي المصارعة المصريين عن استكمال مباراة بعد إصابة منافسه، مفضلًا سلامة خصمه على تحقيق فوز سهل، كما ضربت البطلة المصرية فريال أشرف مثالًا في التواضع حين أهدت ذهبية الكاراتيه في أولمبياد طوكيو 2020 إلى روح المدرب الراحل، واعتبرتها إنجازًا لكل المصريين. مثل هذه المواقف تبرهن على أن الوعي الرياضي هو حجر الزاوية في جعل الرياضة أداة للتقارب الإنساني، وقوة ناعمة لمصر على الساحة العالمية.
عماد اليماني: الأمن القومي المصري يستند إلى الموقع والمكانة المحورية في الإقليم
ويشير العميد عماد اليماني، الأمين العام لمركز “العرب”، إلى أن الأمن القومي المصري يستند إلى مجموعة من المحددات المتداخلة، تبدأ بالموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر ومكانتها المحورية في الإقليم، مرورًا بقدراتها العسكرية والاقتصادية، وانتهاءً بعمقها الحضاري والثقافي الذي يمنحها خصوصية في التعامل مع التحديات. ويرى أن هذه المحددات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن محيط مصر العربي والأفريقي والمتوسطي، حيث تمثل الدوائر الثلاث إطارًا متكاملًا لصياغة السياسات وحماية المصالح الوطنية.
اللواء معز الدين السبكي: الوعي بمحددات الأمن القومي يمثل حجر الأساس في تحصين المجتمع
فيما أكد اللواء معز الدين السبكي المستشار بمركز “العرب للأبحاث” ومساعد وزير الداخلية السابق، أن الوعي بمحددات الأمن القومي يمثل حجر الأساس في تحصين المجتمع، خصوصًا فئة الشباب، ضد محاولات التشويه أو الاستهداف الفكري. “فحين يدرك المواطن أن الأمن القومي لا يقتصر على حماية الحدود فحسب؛ بل يشمل الحفاظ على الهوية والثقافة والاقتصاد، يصبح أكثر استعدادًا للمشاركة الفاعلة في صون مقدرات الدولة. ومن هنا تأتي أهمية الدور التوعوي للمؤسسات الأكاديمية والإعلامية في بناء وعي جمعي يعزز الانتماء ويدعم استقرار الوطن”.
د. أحمد الشريف: الاستثمار في الإنسان هو المدخل الحقيقي لبناء الدولة الحديثة
ويشدد الدكتور أحمد الشريف، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “القادة للعلوم الإدارية والتنمية”، على أن الاستثمار في الإنسان هو المدخل الحقيقي لبناء الدولة الحديثة، مؤكدًا أن الأكاديمية تعمل على إعداد جيل من القادة الشباب القادرين على مواجهة تحديات العصر بروح الابتكار والمسؤولية. ويرى أن القيادة ليست مجرد موقع وظيفي، بل هي منظومة قيمية وسلوكية تقوم على الإيمان بالوطن، والعمل الجماعي، والقدرة على اتخاذ القرار في الأوقات الحرجة.
ويضيف الشريف أن الأكاديمية تضع على عاتقها مهمة صياغة برامج تدريبية متكاملة، تمزج بين المعرفة النظرية والخبرة التطبيقية، بهدف صقل مهارات الشباب وتأهيلهم ليكونوا طاقات فاعلة في كل مجالات التنمية. ومن خلال شراكاتها مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني، تسعى الأكاديمية لترسيخ ثقافة الوعي والمسؤولية، وتخريج نماذج شبابية قادرة على قيادة المستقبل بكفاءة واقتدار.
د. محمد محسن رمضان يحذر من خطورة غياب الوعي التكنولوجي في ظل التحولات الرقمية المتسارعة
وحذر الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة دراسات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بالمركز، من خطورة غياب الوعي التكنولوجي في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، مؤكدًا أن العالم يشهد ثورة غير مسبوقة في مجالات الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة. ويشير إلى أن عدم إدراك الأفراد والمجتمعات لمخاطر الاستخدام غير الواعي لهذه التقنيات قد يفتح الباب أمام تهديدات جسيمة، مثل القرصنة الإلكترونية، وانتهاك الخصوصية، وتضليل الرأي العام عبر المحتوى الزائف.
ويضيف رمضان أن مواجهة هذه المخاطر لا تتحقق فقط عبر الأدوات التقنية وأنظمة الحماية، وإنما تتطلب بناء وعي مجتمعي شامل يجعل من المواطن خط الدفاع الأول ضد التهديدات الرقمية. وهذا يستدعي إدماج الثقافة التكنولوجية في المناهج التعليمية، وتنظيم برامج تدريبية مستمرة للشباب، بهدف تمكينهم من الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا. فغياب هذا الوعي قد يحوّل مكاسب التحول الرقمي إلى مصدر تهديد، بينما الوعي يحوله إلى فرصة للنهوض والتنمية المستدامة.
عبد الغني دياب: مركز “العرب” فتح أبوابه أمام الشباب باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن
واستكمالًا للفعاليات، قال عبد الغني دياب، رئيس تحرير مركز “العرب”، إن المركز منذ انطلاقه وضع على عاتقه مسؤولية فتح أبوابه أمام الشباب، باعتبارهم الركيزة الأساسية لمستقبل الوطن، فالمركز لم يكتفِ بتقديم الدراسات النظرية، بل وفر بيئة حاضنة لتأهيل الكوادر الوطنية، عبر برامج تدريبية وورش عمل وندوات متخصصة، تستهدف تمكين الشباب من أدوات البحث العلمي والتحليل الرصين، وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة الفعلية في صياغة الرؤى والسياسات.
وأضاف دياب أن فلسفة مركز “العرب” تقوم على الاستثمار في العقول الشابة وإبراز طاقاتهم الإبداعية، بما يعزز الثقة بين الأجيال، ويرسخ مفهوم الشراكة في حماية مصالح الدولة. فالمركز يرى أن دعم الشباب ليس خيارًا تكميليًا؛ بل هو التزام وطني واستراتيجي، لأن مستقبل الأمن القومي والتنمية المستدامة مرهون بقدرة هذه الكوادر على قيادة التغيير وصناعة القرار.
وتضمنت الفعاليات عرضًا مرئيًا للمكتبة الفكرية الرقمية، إضافة لعرض فيلم تسجيلي عن أنشطة مركز “العرب”، كما جرى عرض مجموعة من المقاطع المصورة من إنتاج مركز “العرب” ضمن التعريف بأنشطة المركز.
وأكد المركز أن هذه الفعالية تمثل محطة أساسية نحو صياغة وعي عربي جديد مستنير، داعيًا المثقفين والأكاديميين والصحفيين والطلاب والمهتمين إلى المشاركة في هذا الحوار الفكري المفتوح، الذي يسعى إلى بلورة رؤى عملية تسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأمة.
هشام النجار: تصحيح المفاهيم هو الحل الأنجح لمواجهة التطرف
قال هشام النجار في ندوة “الوعي وبناء الأوطان”، إن الجماعات المتشددة لعبت دورًا خطيرًا في نشر التطرف والغلو داخل المجتمعات، من خلال استغلال ضعف الوعي الديني والسياسي لدى الفئات الشبابية، محاولين تزوير المفاهيم الدينية وتحريفها لخدمة أجندات متطرفة. وأكد النجار أن هذه الجماعات تستخدم خطابًا دينيًا متشددًا يغذي الكراهية، ويدفع نحو العنف، ويؤدي إلى تفجير النزاعات داخل المجتمع، ما يهدد استقرار الدول ويجعل من اللاوعي العقبة الكبرى في التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة.
وأضاف النجار أن الحل الأنجح لمواجهة هذه الجماعات هو “إيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال خطاب ديني منضبط، ورفع مستوى الوعي السياسي والاجتماعي”، مشددًا على ضرورة اعتماد خطاب ديني معتدل قائم على مفاهيم التسامح والمحبة والتعايش السلمي. كما دعا إلى ربط الشباب بما يحدث من تنمية وتطوير في المجتمع، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في بناء أوطانهم، لأن بناء جيل واعٍ ومثقف هو السبيل الوحيدة لإنهاء ظاهرة التطرف التي تستغل الفراغ الفكري والثقافي لديهم.
د. معتز صلاح الدين: الوعي هو الأساس في بناء المجتمعات وتحصينها من مخاطر التطرف والفرقة
يؤكد الدكتور معتز صلاح الدين أن الوعي هو الأساس في بناء المجتمعات وتحصينها من مخاطر التطرف والفرقة، مشيرًا إلى أن مؤسسة “رسالة السلام” تسعى من خلال نشاطاتها الفكرية والتنويرية إلى رفع مستوى الوعي الديني والاجتماعي عند الشباب، كي يعيشوا في مجتمعات قائمة على الرحمة والعدل والسلام الحقيقي. ويقول: “رفع الوعي لدى العامة لا يتم فقط عبر التعليم التقليدي، بل من خلال بث قيم التسامح والتعاون والتراحم، التي تحرر الإنسان من التطرف والغلو، فتجعل المجتمع أكثر تماسكًا واستقرارًا”.
ويضيف معتز صلاح الدين أن التحديات الفكرية التي تواجه مجتمعاتنا تتطلب تصحيح الخطاب الديني والتعامل مع الواقع بمنهجية عقلانية واضحة، مؤكدًا أهمية تجديد الفكر الديني عبر العودة إلى النص القرآني الصحيح المنضبط بعيدًا عن التحريف والإساءة. ويدعو في هذا السياق إلى أن يكون الوعي أداة لبناء أوطان قوية لا تعرف الطائفية ولا المذهبية، وينبذ النزاع والفرقة، وينبثق منه مجتمع متماسك يبحث عن التنمية والعدالة الاجتماعية، وهو ما يشكل جوهر رسالة مؤسسة “رسالة السلام” في دورها الفكري والتنويري.
عاطف زايد: التعايش يمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى إلى الاستقرار
يرى الكاتب الصحفي عاطف زايد عضو مؤسسة “رسالة السلام”، أن التعايش يمثل الركيزة الأساسية لأي مجتمع يسعى إلى الاستقرار والتنمية، مؤكدًا أن الوعي هو المفتاح الذي يفتح الأذهان على قبول الآخر وقيم التسامح والاحترام المتبادل. ولفت في أكثر من مناسبة إلى أن بناء مجتمعات تعايشية ليس مجرد شعار، بل يتطلب جهدًا حقيقيًا في التثقيف الفكري والثقافي، يستند إلى مناهج تعليمية تهدف إلى تخفيف الحساسيات الطائفية والمذهبية، وتطوير وعي اجتماعي شامل يدفع إلى التعاون والاندماج بدلًا من الصراع والتنافر.
وأضاف عاطف زايد أن مؤسسة “رسالة السلام” تعمل على نشر ثقافة الوعي التي تؤمن بأهمية الحوار والتواصل بين أفراد المجتمع على اختلاف خلفياتهم، مشددًا على أن الوعي لا يقتصر فقط على التعليم، بل هو حالة فكرية تجلت في فهم الحقوق والواجبات، والقدرة على التعامل مع التنوع البشري بانفتاح إيجابي. ومن خلال دعم هذه الرؤية يتم بناء أوطان قوية تتجاوز الانقسامات وتحميها من التطرف والكراهية، وهو ما يراه زايد أساس أي عملية تنمية شاملة ومستدامة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.