صفاء فتحى
الوجبات السريعة تتضمن استخدام مكونات سبّق طهيها جزئيًا توفيرًا للوقت، كالبطاطا المقلية المجمدة والنقانق والمرتديلا.
وهي مصطلح يصّف الطعام الذي يتم تحضيره بسرعة وسهولة؛ ولذلك فهو في جوهره وصّف لطريقة إعداد الطعام. ورغم أنه مصطلح مرتبط بالوقت الذي يتطلب تحضير الطعام، إلا إنه يرتبط بمجموعة من الأغذية والوجبات التي تتميز بارتفاع محتواها من الدهون، والصوديوم، والسكر، والسعرات الحرارية؛ كما أنها لا تحتوي على كميات كبيرة من الألياف والفيتامينات.
تنّبع التحذيرات الصحية من هذه الأغذية بسبب محتواها المرتفع من مواد لها آثار سلبية على الصحة، إذ يزيد المحتوى المرتفع من الدهون فيها مخاطرأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، أما المقدار الكبير من السعرات الحرارية، فقد يزّيد مخاطر زيادة الوزن والبدانة، وخصوصًا إذا لم نضبط ما نتناوله من الأطعمة الأخرى طوال اليوم.
من ناحية أخرى، يرتبط الصوديوم المرتفع في الأطعمة السريعة بزيادة مخاطر أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، والسكتات الدماغية، وبالنسبة للسكر الموجود في هذه الأطعمة فهو يرفع احتمالية تسوس الأسنان.
إدمان الوجبات السريعة
أوضح دكتور هشام، أن استهلاكِها بشكل مُنتظم قد يجعلها في دائرة الإدمان وصعوبة التوقف عن تناولها، وبالتالي ستؤدي إلى المستويات المرتفعة من السكر والدهون بها إلى إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالسعادة والمكافأة. ومن ثم سيؤدي ذلك إلى الرغبة الشديدة وسلوكيات الأكل القهري، ما يجعل الحفاظ على نظام غذائي صحي أمرًا صعبًا.
أبرز مكونات الوجبات السريعة
أشار دكتور هشام، إلى قائمة بأبرز مكونات الأطعمة السريعة الأكثر خطورة على الصحة العامة، وهي:
البطاطا المقلية، قد تكون طازجة تقطع وتقلى في نفس الوقت، أو مجمدة ومقلية نصف قلية، مضافًا إليها الصوديوم لحفظها مجمدة. وعمومًا قد يؤدي قلي البطاطا إلى ارتفاع محتواها من الدهون والسعرات الحرارية.
لحوم مقلية، مثل الدجاج أو جوانح الدجاج أو السمك. كما قد تغطى بطبقة من البيض والطحين وفتات الخبز قبل قليها، الذي يزيد محتوياتها من السعرات الحرارية والدهون.
لحوم معالجة، مثل المرتديلا، والنقانق واللحوم المدخنة؛ وهي تحتوي على مستويات مرتفعة من الصوديوم والدهون. كما يعتقد أن اللحوم المدخنة ترفع مخاطر الإصابة بالسرطان.
لحوم مشوية، مثل لحم الشاورما الذي يشوى على السيخ، ولحم البرغر الذي يتكون من خلطة تعجن وتصب في قالب مدور ثم تقلى أو تشوى. ومع أن ظاهر طريقة التحضير هنا هي الشواء الصحي فإن باطنها هو القلي غير الصحي، وذلك لاحتواء هذه الطريقة في الشواء على مقدار كبير من الزيوت والدهون، وبإمكانك النظر إلى سيخ الشاورما الذي يتصبب دهنا حتى تدرك أنه مليء بالدهن؛ أما البرغر فتحتوي عادة خلطته على مقدار كبير من الدهن لجعله أكثر طراوة. ولذلك فإن اللحوم المشوية هذه أيضًا ليست محضرة بطريقة صحية.
المشروبات الغازية المرافقة للوجبة وعصير الفواكه الصناعية، كما يوجد في كثير من السلطات كسلطة الملفوف التي تتكون من المايونيز والملفوف مضافا إليها السكر والملح.
الشطائر السريعة التي تحتوي على المايونيز، وصلصة الثوم، والتتبيلات التي تنضح بالدهن والصوديوم، كما أن التغميسات التي تقدم مع الوجبات السريعة تكون في العادة محضرة من المايونيز أو الزبد أو الزيوت.
الوجبات السريعة جزء من الأطعمة الفارغة
من ناحية أخرى، أوضح دكتور هشام، أن مصطلح الأطعمة الفارغة أتى من المسمى الإنجليزي “junk food” ، ويعتقد أن أول شخص استعمله هو مدير المركز الأميركي للعلوم بالمصلحة العامة مايكل جاكوبسون عام 1972، لوصف الأغذية التي تحتوي على مقدار كبير من السكر والدهون والسعرات الحرارية، وكميات قليلة أو معدومة من العناصر المغذية كالفيتامينات والمعادن والألياف.
هذا المصطلح ليس علميًا بل هو وصف شائع؛ للأغذية الفارغة التي تحوي نسبة مرتفعة من الدهون و السكر، والسعرات الحرارية؛ولا تقدم أية فائدة غذائية حقيقية لمتناوليها، وأهمها:
الأطعمة السريعة يمكن تصنيفها كجزء من الأطعمة الفارغة، فهي أطعمة يتم تحضيرها بوقت سريع ولا تحتوي على المغذيات.
الحلويات مثل أصابع الشوكولاتة والبسكويت والجيلي.
العصائر الصناعية والمشروبات الغازية.
التوفي والحلويات الصلبة.
البعض يصنف الحلويات الشرقية كالبقلاوة والكعك ضمن الأطعمة الفارغة.
الفطائر المحلاة والكاتو.
تجدر الإشارة هنا، إلى أن البسكويت والكاتو مثلًا يحتاج إلى وقت تحضير طويل، ولكنها تعد أطعمة فارغة، فالعبرة ليست بوقت التحضير أو كيفيته بل بالمحتوى الغذائي النهائي الموجود في الطعام.
أكد دكتور هشام، أن الاستهلاك العرضي للوجبات السريعة قد لا يكون ضارًا، ولكن تناولها بشكل منتظم أو الإعتماد عليها فقط، قد يُشكل خطورة على صحة جميع الفئات العمرية من دون استثناء؛ وبالتالي ننصح بضرورة إيجاد طريقة للحفاظ على نظام غذائي صحي، يتضمن التركيز على الاطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات الخالية من الدهون، الودهون الصحية، وذلك من خلال إجراء تغييرات صغيرة على عاداتنا الغذائية؛ وكذلك اتباع النصائح التالية:
الإكثار من شرب الماء
على الرغم من أنه أمرًا مهمًا للغاية لجميع وظائف الجسم، إلا أنه يُساعد بصدّق في كبح الجوع والرغبة الشديدة في تناول الطعام؛ والشعور بالشبع لفترات طويلة تُمكن الجسم من تحفيز عملية الايض لحرق الدهون وفقدان الوزن بشكل طبيعي.
تناول وجبة فطور غنية بالعناصر الغذائية المُشبعة
إدراج وجبة إفطار صحية غنية بالبروتينات وقليل من الكربوهيدرات وليس العكس في النظام الغذائي بصفة عامة، قد يحافظ على كبح الشهية حتى منتصف النهار، وابقاء الجسم في حالة شبع لحين وجبة الغداء، كما أنها ستُحد من الرغبة الشديدة في تناول الأطعمة السريعة على مادر اليوم.
تقسيم وجبتي الغداء والعشاء إلى وجبات صغيرة
يُعد تناول وجبات متكررة وصغيرة خلال النهار أحد مفاتيح فقدان الوزن وتناول الطعام الصحي، كما أنه يُساعد على ملئ المعدة حتى قبل الشعور بالجوع، ما سيبعد ذلك الرغبة في تناول الأطعمة السريعة بشكل غير مبُاشر.
الأطعمة المُفضلة مرة واحدة في الأسبوع
لا مانع من تناول الأطعمة المفضلة ومن ضمنها الوجبات السريعة، لكن بكميات قليلة مرة في الأسبوع، عى أن تعتمدي على مضغها ببطء؛ لمنع تناول كميات كبيرة منها، كذلك يمكنك تناول الحلويات المفضلة بكميات لا تتعدى قبضة اليد الواحدة خلال الاسبوع لتحقيق التوازن بين المرغوب فيه والصحين لأن الحرمان قد يولد الرغبة الشديد في إلتهام الأطعمة غير الصحية بصفة مستمرة.
الأكل الصحي نمط حياة
يجب جعل الأطعمة الصحية نمط حياة وليس مجرد مرحلة مؤقتة؛ لذا اللجوء غلى طبيب التغذية هو الحل المثالي لتحديد خطة غذائية محكمة تشمل جميع الأطعمة المُناسبة لطبيعة الجسم وحالته الصحية بشكل عام.
وأخيرًا، لا تنسي ممارسة الرياضية بشكل منتظم فهي الحل السحري لتحقيق المعادلة الصعبة في الحفاظ على رشاقة الجسم وحالة الصحية الخالية من الأمراض المزمنة على المدى الطويل، كما أنها ستُساعد دومًا على حرق دهون الوجبات السريعة، كذلك تحسين الحالة المزاجية وبالتالي القدرة على ممارسة المهام اليومية من دون الشعور بالضغوط النفسية المتنوعة التي قد تٌعيق فقدان الوزن بشكل غير مباشر.
