دائما كانت روح أكتوبر حاضرة في كل تحدٍ وانجاز تلهم الجميع أطراف الخيوط وتبنى جسور التحدي للعبور حيث كانت حاضرة فى كل قرار سياسى اتخذته القيادة السياسة الحكيمة لإعادة الدولة قبل أن تختطف في ظل برامج عالمية حيكت باتقان لإسقاط الدولة والسيطرة عليها , وفى استجابة لرغبة الشعب المصري الذي استوعب الدرس ووعى القضية في لحظة تنويرية استطاع خلالها المصريون أن يتخلصوا من الدعايات النفسية التي مورست على عقولهم وعواطفهم .
ولقد أطلت جلية واضحة وضوح الشمس في تلك القرارات الحكيمة والجريئة التى اتخذتها القيادة السياسة لإعادة بناء الدولة بداية من النظام السياسي في ظل ظروف لا تختلف كثيرا عن ما عاشته الدولة المصرية إبان الإعداد لحرب أكتوبر من ظروف اقتصادية صعبة ولكن الأمل لم يغب ولو لحظة واحدة حيث تم البناء السياسي واستعادت الدولة مقدراتها السياسة من خلال دستور وطني لكل المصرين وانتخابات رئاسية وتشريعية مستقلة.
ثم رفعت راية التحدي والأمل لخوض معركة الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتي يحق علينا تسميتها بالعبور الثاني لأنها قامت على مبادئ أكتوبر الحقيقية من تحدٍ وإصرار وسرعة في الانجاز وإيمان بالقضية الوطنية، إنها رمز لثورة الإنسان على نفسه و تجاوزه لواقعه ، وتحديده لمخاوفه و مواجهته لأشد قوى الشر عنفا و تسلطا ، قامت معركة الإصلاح على كل الجوانب والاتجاهات في المجال الصناعي والنقل والمواصلات والبنية التحتية والمشروعات القومية, وامتد الإصلاح إلى إعادة بناء الشخصية والإنسان المصري, فانطلقت حملات الرعاية الصحية ومكافحة الأمراض المتوطنة في مصر منذ عقود ، وكذلك الاهتمام ببناء الإنسان المصري ثقافيا وعلميا والاهتمام بالمناطق النائية والمحرومة وإطلاق مبادرات حياة كريمة لكل المصرين ومحاربة كافة أشكال التطرف الفكري والعقائدي وإرساء قيم المواطنة والانتماء وقبول الآخر والحفاظ على وحدة المجتمع وأمنه وسلامة أراضيه .
إن روح أكتوبر لا تنطفئ فقد فتحت لنا طريقا بلا نهاية .. ليس العبور سوى أول قفزة في تيار تحدياته ، فهى كانت لنا مصباحا منيرا نقتفى أثرة فى ظل تغيرات سياية واقتصادية يمر بها العالم تحتاج إلى قدركبير من المسئولية والحكمة فى التعامل معها , ولقد قيد الله لنا قيادة سياسة تحملت الكثير من التحديات والتوترات السياسة المختلفة فى دول الجوار, إضافة إلى الأزمات العالمية الساسية والاقتصادية, إلّا أن حكمة التعامل وتقدير المواقف من السيد رئيس الجمهورية, وهو أحد أبناء مؤساستا العسكرية التى وضعت روح أكتوبر أمهاما, تستلهم دورسها وعبرها لتكون منهاجا يخطط للمستقبل, قد عبرت بنا عبورا ثانٍ نحو الاستقرار وإعادة مكانة الدولة المصرية بمساعيه السياسة والاقتصادية كان آخرها قمة السلام فى شرم الشيخ لوقف العدوان على غزة, والتى استطاعت مصر بجهود رئيسها ورجاله من عقد اتفاق لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى شعب غزة, وإنهاء حرب دامت قرابة عامين بواسطة سياسة اتفق عليها العديد من زعماء العالم فى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية, لتسجل مصر نصرا سياسيا على المستوى العالمى فى شهر انتصارات أكتوبر, أكد على مكانة الدولة المصرية وقوتها الإقليمية والعالمية وسعيها للسلام الدائم والعادل فى منطقة الشرق الأوسط .