د. أيمن السيسي يكتب : تفكك أمريكا وانتقال الماسونية إلى الصين وزوال إسرائيل

سبق وكتبت قبل تولي ترامب رئاسته الثانية أن حركة الأحداث وصيرورة التاريخ ليست في صالحه ولا في صالح بلاده، وتوقعت ألا تسمح له المؤسسات “الصلبة” فيها بتولي الحكم مرة أخرى، وإن سمحت فلن يستمر.

وقلت إن أمريكا تتصدع، أو بالأحرى تصدعت، وتنتظر إعلان تفككها، وقد عجل بها ترامب بعد أن حولها من دولة عظمى إلى دولة وظيفية مثل قطر والإمارات ومدن الملح.

وأن هذا التفكك – بناء على نظرية التسارع الزمني – سيكون سريعًا، ولن ننتظر عقودًا لتنهار وتتفكك أمريكا كحال الإمبراطوريات السابقة. وهي الآن تنطبق عليها الآية:

“فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ” (سبأ 14).

ودابة الأرض هنا هو الشعب الأمريكي نفسه، والولايات التي تجهز للانفصال، والمؤسسات “الصلبة”.

كاليفورنيا.. الولاية الأولى انسلاخًا

أولى الولايات انسلاخًا ستكون ولاية كاليفورنيا، وهذا ليس تنبؤًا وإنما هو رصد دقيق لحالة الضجر والضيق ورغبة أبناء الولاية – التي يبلغ إنتاجها القومي 3.2 تريليون دولار (عدد سكانها نحو 40 مليون نسمة) وتعد خامس أكبر اقتصاد في العالم – في الانسلاخ من هذه الفيدرالية المعيقة لها والمرهقة ماليًا.

فقد قضت في الاتحاد الأمريكي 170 عامًا (انضمت عام 1850 انسلاخًا من المكسيك)، وفي عام 2016 قامت محاولة جادة للانفصال لكنها لم تنجح.

ومؤخرًا وافقت سلطات الولاية وحاكمها على اقتراح الناشط السياسي ماركوس إيفانز بجمع ما لا يقل عن 546,651 توقيعًا على طلب الانفصال، وهو العدد الذي يمثل 5% من إجمالي أصوات الناخبين في انتخابات حاكم الولاية عام 2022.

ويؤكد إيفانز أن هذا الرقم بسيط ويمكن تحقيقه بسهولة.

المظاهرات ضد ترامب والمؤسسات الصلبة

ولا تمثل كاليفورنيا وحدها “دابة الأرض”، وإنما كذلك مشكلات ترامب مع المؤسسات الصلبة ومجمعات الحكم، وأيضًا المظاهرات المليونية الحاشدة التي خرجت في نحو 2700 مدينة وبلدية وشارك فيها نحو 7 ملايين شخص – كبداية – تحت شعار:

“لا ملوك في أمريكا”

وذلك احتجاجًا على ما وصفه المشاركون بالنزعة الاستبدادية لدى الرئيس دونالد ترامب، وتقويضه للمعايير الديمقراطية والإجراءات الحكومية التي اتخذها ضد المهاجرين والمعارضين السياسيين.

ولا يُغفل أن هذه المظاهرات خرجت للمرة الثانية ضده خلال شهور قليلة.

الماسونية العالمية تنتقل إلى الصين

يمكن أن نعد الماسونية العالمية أيضًا “دابة الأرض” الحقيقية، لأنها بدأت بالفعل في نقل مركزها العالمي من أمريكا إلى الصين، كما سبق أن نقلت مركزها الإقليمي من بيروت إلى دبي.

أما من يماثلون “الجن” في الآية فهم أصحاب دبي وباقي مدن الملح وممالك الوهم على الخليج الفارسي وعزب الصفيح في مناطق أخرى، الذين دفعوا الجزية لترامب وأباحوا نساءهم لرجاله، وكشفوا مؤخرات رجالهم للعابرين على الطرق، وأنفقوا مئات المليارات لهدم الدول العربية.

مصير مدن الملح وممالك الوهم

ستنهار دبي لأن مركز الماسونية الإقليمي سينتقل منها، ولكن بعد تدميرها كما حدث في بيروت خلال سنوات الحرب الأهلية.

وهو ما سيحدث في ممالك الوهم ومدن الملح وعزب الصفيح الهشة، حيث ستمحى كل هذه النتوءات القبلية قبل انهيار أمريكا.

فهم منافقون مرضى القلوب، مالأوا إسرائيل وأمريكا خوفًا على عروشهم، وتنطبق عليهم الآية:

“فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ”.

وهؤلاء سنناقش أمرهم بتخصيص وتحديد في مقال تالٍ.

المصير المحتوم لترامب وأمريكا

أما أمريكا، فماذا ستفعل “المؤسسات الصلبة” فيها لكي تتخلص من تلك المصائب؟
هل ستغتال ترامب لإطالة عمر الاتحاد؟ أم ماذا ستفعل؟

تقديري أن إخراج ترامب من المشهد بأي شكل أمر حتمي، ولكن ماذا سيفعل هو؟
هل سيتخذ قرارًا نيرونيًا (نسبة إلى نيرون)؟

أعتقد أن ذلك سيحدث، ولكنه لن يحرق أمريكا فقط…
فالفضاء مفتوح على احتمالات مرعبة، خصوصًا لهذه الممالك والمدن الهشة، وكلاء إبليس وحلفاء إسرائيل.

لأن بقاء حليفتهم إسرائيل نفسها أصبح من المحال بعد أن تتفكك أمريكا وينهار النظام العالمي الذي أوجدها.

وفي تقديري، أن ذلك سيحدث خلال عامي 2026-2027.

Comments (0)
Add Comment