قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إن مصر تحذر من خطورة استمرار الصراع الإسرائيلي الإيراني، وترى أنه قد يؤدي إلى حدوث انقلاب في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل في العدوان على إيران. مؤكدًا أن القاهرة تبحث مع الأشقاء العرب والدول الصديقة التي ليست طرفًا في هذا الصراع من أجل الدفع نحو الحلول السياسية ووقف الحرب.
وأشار “مسلم” خلال حواره مع قناة روسيا اليوم إلى أن القاهرة تبحث دائمًا عن الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، انطلاقًا من دورها التاريخي ومواقفها الوطنية المنحازة للسلم والأمن والاستقرار الدولي دائمًا، ولأن مصر أيضًا من أكبر المتضررين من اتساع دائرة الصراع في المنطقة، أيًا كانت أطرافه، موضحًا أن القاهرة دفعت ثمنًا باهظًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال العدوان على قطاع غزة، وتأثرت قطاعات حيوية في مصر، مثل قطاع السياحة ودخل قناة السويس.
وأضاف “مسلم” أن الصراع الإسرائيلي الإيراني له أيضًا انعكاسات اقتصادية بالغة التأثير على دول المنطقة، ومنها مصر، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود، وأسعار الواردات، موضحًا أن الحكومة المصرية شكلت لجانًا للوقاية من تلك الأثار، والتخفيف من تبعات الاقتصادية للحرب.
وحول الموقف الأمريكي، قال “مسلم” إنه لا أحد يستطيع التنبوء بموقف الولايات المتحدة، خاصة مع تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتضاربة بين التهدئة والتصعيد، فتارة يؤكد تمسكه بالتفاوض وتارة أخرى يلوح بالخيار العسكري، مشيرًا إلى أن الموقف الروسي أكثر وضوحًا لأن روسيا حذرت من التدخل المباشر لضرب إيران، ودعت إلى ضرورة التهدئة، وكذلك الموقف الصيني، والرهان حاليًا على أوروبا، خاصة أن الدول الأوروبية هي صاحبة المصلحة الأكبر في استقرار المنطقة ويجب أن تساند السلام والاستقرار ولا تسير خلف أمريكا.
وشدد “مسلم” على أهمية الجهود العربية الجارية في الوقت الحالي، بقيادة مصر والسعودية والإمارات وغيرها من الدول العربية الشقيقة، والتي تحاول عبر المؤسسات الدولية الوصول إلى وقف لهذا العدوان، لأن الجميع سيضرر بصورة أكبر، في حالة استمرار الحرب واتساع دائرة الصراع.
وحول التصريحات الإسرائيلية حول استهداف إيران لمستشفى سوروكا جنوب إسرائيل، قال “مسلم” إن كل من يقرأ هذا الكلام يقارن بين ما تقوله إسرائيل خلال حربها مع إيران، وما تفعله في حربها على غزة، فإسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة وألقت قنابل على مستشفيات بدعوى أن حماس تخفي أسلحتها أو عناصرها داخل المستشفيات، وبالتالي لا أحد يصدق إسرائيل اليوم، وعندما يقوم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيل بنشر صورة طفل مذعور من الصواريخ الإيرانية، فمن يصدقه وهناك آلاف الأطفال قتلتهم إسرائيل في غزة بطريقة أكثر وحشية، موضحًا أن هذه المشاهد وتلك السرديات الإسرائيلية قد تكون تمهيدًا لتبرير هجوم أكثر عنفًا على إيران، وأشار في الوقت نفسه إلى أن الحرب الإعلامية بين إسرائيل وإيران بها الكثير من الأكاذيب والتهديدات والقليل من الحقائق والمعلومات، وأن إسرائيل فرضت الكثير من القيود على النشر في الداخل الإسرائيلي.