نساء مصر: الرئيس وضع تشخيصًا اجتماعيًا لقضية الطلاق ورسالة لإصلاح الوعي وتوازن القيم داخل الأسرة

 

 

قالت الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه التفاعلي مع المتقدمين للالتحاق بأكاديمية الشرطة تناول واحدة من أخطر القضايا الاجتماعية المؤثرة في بنية المجتمع المصري، مشيرة إلى أن تناول سيادته لارتفاع نسب الطلاق جاء من زاوية جديدة تعتمد على التشخيص الواقعي للمشكلة، وربطها بتغيّر أنماط الدراما وتداعياتها على وعي الأجيال ومعايير الرضا داخل الأسرة.

وأوضحت العبسي، في بيان لها، أن الرئيس أصاب كبد الحقيقة حين أشار إلى أن الأعمال الفنية خلال العقود الماضية قدمت صوراً غير واقعية عن مستوى المعيشة، وصاغت نماذج بعيدة تمامًا عن قدرة أغلب الأسر المصرية، ما خلق فجوة نفسية بين الواقع وما يتم تقديمه على الشاشة، وأثر على قيمة القناعة والدعم المتبادل بين الزوجين.

وأشارت إلى أن هذا الطرح ليس نقدًا للدراما بقدر ما هو دعوة لإعادة الدور التنويري للفن كأداة لبناء الوعي وليس لتكريس أوهام تؤدي إلى زعزعة الاستقرار الأسري.

وتابعت: تأكيد الرئيس على أن بناء شخصية مصرية متوازنة لا يتحقق بعمل فني واحد، بل يحتاج إلى رؤية طويلة المدى لمعالجة تراكمات امتدت لنحو ستة عقود، يعكس إدراك القيادة السياسية لحجم التحدي وتعقيداته، وإيمانها بأن إصلاح المجتمع يبدأ من إصلاح الوعي والوجدان، وليس فقط من خلال المعالجات التشريعية أو الاقتصادية.

وشددت العبسي على أن ما طرحه الرئيس يجب ألا يُترك عند حدود التشخيص فقط، بل يستدعي تحركًا شاملًا من مؤسسات الدولة لوضع استراتيجية وطنية لمعالجة قضية الطلاق باعتبارها قضية أمن اجتماعي تمس بنية المجتمع واستقراره.

وطالبت رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، بتكامل الجهود بين وزارات الثقافة والتضامن والتعليم والإعلام والأوقاف والجهات المعنية لوضع خطة علمية وعملية تستهدف تعزيز قيم التفاهم والدعم الأسري، وتصحيح الصور الذهنية الخاطئة التي تروج لها بعض الأعمال الفنية.

كما اقترحت إطلاق برامج إعلامية وتوعوية موجهة للشباب، وإدراج مناهج للتربية النفسية والاجتماعية داخل المدارس والجامعات، وتطوير برامج التأهيل قبل الزواج بشكل إلزامي وفعّال، بما يسهم في بناء وعي حقيقي قادر على الحد من ارتفاع معدلات الطلاق وإعادة ترميم منظومة القيم داخل الأسرة المصرية.

Comments (0)
Add Comment