نقاد يناقشون رواية “الطفلة التي خبأتني في عباءتها” بصالون فضاءات أم الدنيا

 

استضاف صالون فضاءات أم الدنيا، بوسط القاهرة، مساء الخميس، ندوة لمناقشة رواية “الطفلة التي خبأتني في عباءتها” للكاتبة والشاعرة التونسية فاطمة التليلي، التي شاركت الحضور عبر تقنية الفيديو كونفرانس.

أدارت الندوة الكاتبة الصحفية ولاء أبو ستيت، وشاركت في المناقشة الناقدة الأدبية منال رضوان، والكاتبة والقاصة مرفت يس، ومعهما الناقد والكاتب الصحفي عمر شهريار.
حضر المناقشة نخبة من المثقفين والإعلاميين، بينهم الشاعر ماهر حسن مدير تحرير المصري اليوم، والدكتور كرم عباس أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة وعبد الرحمن الشرقاوي مدير مكتب رئيس تحرير المصري اليوم إلى جانب العديد من الشخصيات المصرية والعربية.
استهلت ولاء أبو ستيت اللقاء بكلمة ترحيبية أكدت فيها أهمية الرواية، التي تنتمي إلى الأدب الاجتماعي الإنساني، وتكشف عن التناقضات التي تعيشها المرأة في مجتمعات تحكمها الأعراف، وتحد من حرية التعبير والاختيار.
وقالت مرفت يس، إن الرواية من الأعمال التي تميل إليها ذائقتها، لأنها تُبرز معاناة المرأة داخل البنية القبلية المغلقة، مشيرة إلى أن “الصوت الغاضب للمرأة المقهورة” ظل حاضرًا بقوة على امتداد الخط السردي.
من جانبه، أشار عمر شهريار إلى شاعرية العنوان وما أضفاه من بعدٍ جمالي خاص، موضحًا أن الرواية تسلط الضوء على واقع النساء في مجتمعات منغلقة، مضيفًا أن بعض هنات العمل الأول لا تقلل من قيمته الإبداعية ولا من صدقه الفني.
ولفتت منال رضوان إلى توظيف الكاتبة تقنية التعددية الصوتية التي نظّر لها ميخائيل باختين، والتي تجلت من خلال تنوع الأصوات النسائية في النص، وأوضحت أن الرواية قدمت ثلاثة أنماط للأم: الخاضعة، والسوية، وسيئة السمعة، وأن الجمل القصيرة المتلاحقة منحت السرد توترًا وإيقاعًا داخليًا يعكس الإحساس بالخطر، كما رأت أن استدعاء شارع الحبيب بورقيبة جاء رمزًا للتوق إلى الحرية، في إحالة إلى الدور التاريخي للرئيس التونسي الراحل في دعم قضايا المرأة.
وفي مداخلتها، عبّرت فاطمة التليلي عن امتنانها للنقاشات الثرية التي أحاطت عملها من زوايا نقدية متعددة، مؤكدة أن الرواية تمثل محاولة لإعادة قراءة صورة المرأة العربية في واقعها الاجتماعي والسياسي.
كما تحدّث الكاتب الصحفي ماهر حسن، مشيدًا بالحوار الثقافي الذي أتاحته المنصة النقدية للندوة،ومؤكدًا أهمية هذه اللقاءات في تحفيز القراءة الجادة وتبادل الرؤى. وشارك د. كرم عباس، بمداخلة أشار فيها إلى أنه خلال زياراته المتعددة إلى تونس تفهم خصوصية المجتمع التونسي الذي يجمع بين التمسك بالأعراف لكنه في الوقت ذاته شديد الانفتاح على القيم الغربية.

Comments (0)
Add Comment