يفتتح غدا الساعة السابعة في ضي الزمالك معرض القرية والاسطورة للفنان الكبير مصطفي بط ويتضمن خمسون لوحة تشكيلية ويستضيف مصطفي بط أعمال زوجته الفنان بثينة الدرديري علي هامش معرضه عن تجربة الفنان بط تقوى الناقدة فاطمة علي : فانتازيا خاصة أقرب للحلم تلك التى تغمر لوحات الفنان الكبير الذى أخلص طوال تجربته الفنية لتمثل أجواء القرية بشخوصها وحيواناتها ومعظمها أجواء مسائية حيث يسبح فوق سقف القرية الليلى أطياف حكائيه ممزوجة بالسحر والخيال..
ليبدو المشاهد الذى يشاهد العرض كأنه يستمع لأطياف خافته وألوان ليليه تغلف اللوحات بحكايا وحواديت الجداد يختلط فيها الواقعى بالخيالى والحلم بالفانتازى.. وبهما يتشكل عالم خاص يسوده الوئام والسلام بين شخوص وطيور وحيوانات الخيال..
– المُثير فى واقعيته الخيالية أن حين أراد الفنان إخراج شخوصه من أطرها الأربعة حيث بيئتها الحاضنة وتجسيدها تشكيل نحتي بالمعدن المؤكسد خرجت شخوصه حامله معها شقاءها ووجوههاً المُتعبه ليجعلها مجسم مفرد يحتضنه فضاء حاضن جديد.. بينما خرجت طيوره وحيواناته إلى العالم المجسم حامله سحرها الخاص.. مثلما خرجت حامله جينات وجودها الأول فى بيئتها الأولى داخل اللوحة..
فمثلما فى لوحاته نشهد توتر الخط والتعقيد بين الخط والمساحة داخل نسيج اللون المختلط نجد هذا انتقل أيضا إلى مادته النحتية المعدنية الصلبة فأصابها نفس توتر الخطوط لكن هذا التوتر فى خامة النحت أكسبها حيوية عالية وقيم جمالية بدت مجسده من جوانب المنحوته والتى اعتدنا أن نراها فى التصوير ببعدين فقط.. فالنحت أثرى وأدهش الرؤية لأعمال الفنان التصويرية..
– وأيضاً شاهدنا منحوتاته مستقلة بكل مقومات المنحوتة التعبيرية.. وأصبح المتجول داخل الجاليرى يجد نفسه يتجول وسط عناصر وشخوص وطيور اللوحات التى فوق الجدران ليستشعر بأنه يرى ظلال عالم اللوحة مجسداً بكل تضاريسه التعبيرية الكاشفة عما بكائناته وشخوصه من معاناة.. وربما الاستشعار بمدى روعة تجربة الاستقلال عن اللوحة..
– تجربه الفنان مهمة للغاية بالجمع بين التصوير والنحت بذلك التجاور والتقابل المتباين بين عناصر اللوحة وقد تحولت لمنحوته يمكن لمسها باليد آتيه من عالم تغمره البراءة والفانتازيا.. لتزداد تألقاً فى إقامتها مستقلة عن بيئتها الحبيسة.. ونالت بالفعل كثير من عناصر وشخوص وطيور مصطفى بط حريتها بذلك الاستقلال
المدهش الذى تكامل وأثرى الإبداع داخل المعرض.. وكأن الفنان فى موضوع واحد عالجه بطريقتين أحداهما سيريالية والأخرى تعبيرية ليتكاملا ويبدون مدهشين بما كشفا عن قدرات مصطفى بط الإبداعية.. خاصة بما عمق وجودها بعرضها إلى جوار اللوحات وأمامها ليتمكن المشاهد من لمس عالم مصطفى بط السحرى.. وأيضاً حقق عُمق مُعايشه للمشاهد فى حرية التجول بين عالمين يتناغمان ويردد إحدهما صدى وجود الآخر.
– خبره هامة وعرض هام للغاية لعالم الفنان مصطفى بط الذى يزخر بالبراءة والطبيعة معبراً عن بيئة قريته الأشبه بحلم خيالى فانتازى ..