بعيد عن نعته بحسن زميرة (لقبه في الإعلام السني ) أو صاحب غزوة الدجاج أو “المنهزم طوعا “أو عميل الموساد الخفي رغم ما لكل هذه الألقاب من ظلال تدفعنا إلى تخيل مستقبل حسن نصر الله أو حسن هتلر في الشهرالأخير من حياته ، هل سينتحر مثله أم سيختفي أم سيقتل ؟! ، فهل لا يستطيع العدو الإسرائيلي الذي وصل لكل رجاله وقياداته ألا يصل إليه ؟!! بعد أن أنتهي دوره المنوط به وأسهم في تفتيت العقل العربي (الجزء المختل منه ) الذي أعتقد يوما أنه ” سيد المقاومة ” وبعد أن جهز لبنان لإسرائيل و حفظ لها سوريا هو وملاليه وشرد المسلمبن السنة السوريين في بقاع العالم وقد مارس إبادتهم إكمالا للإبادة التي بدأها الأسد الأب وشقيقه رفعت في حلب (1980 ) وحماه (1982) ، وبعد كل ذلك “غزته ” إسرا~يل ثلاث غزوات متتالية في ثلاثة أيام ، بدأت بالبيجر وأنتهت –حتى الآن – ب 73 غارة على معقله في الضاحية ، لتضع المنطقة كلها أمام تغيير مزلزل في قواعد الحرب وطرق الإشتباك واعتماد أدوات جديدة للحرب لا تستطيع الميليشات مثل حزب الله تفاديها حتى ولو كانت إيران ورائه، لأنها – إيران -في ظني ستتخلى عنه في الحقيقة و لكن ليس في الإعلام ، فقط قد تبقى على بعض علاقتها العضوية به للمناورة ، ليس ذلك لأن حجم الإستثمارات الإسرائيلية في إيران تتخطى الثلاثين مليار دولار والعكس بالعكس ، ولا أن ألاف اليهود الإيرانون ينعمون برعاية كبيرة على مستوى المرشد الأعلى وما دونه ، و يمارسون شعائرهم بحرية كبيرة في عشرات المعابد ، في طهران وحدها 12 معبدا ، هذه الحرية التي يفتقدها مليون ونصف سني في طهران لايجدون فيها مسجدا سنيا ( ولمن يتخيل أن المساجد للمسلمين عامة شيعة وسنة عليه أن يعرف ماهية مساجد الشيعة أو أن يكون تجرأ يوما مثلي على الصلاة مع شيعة كما صليت يوما في مسجدهم ف الضاحية الجنوبية ) .
الأهم هنا هو الخبر الذي يقول أن الحزب فتح تحقيقا داخليا دقيقا لكشف عملاء للموساد الإسرائيلي في صفوفه ، وأعتقد أنهم كثر ، هذا لأنني لم أقتنع يوما بأن حسن نصر الله ولا حزب الله قوة عربية إسلامية ضد إسرائيل ، فالجيل الأول من هذا الحزب وهم الذين انسلخوا في منتصف الثمانينيا ت من حركة أمل الشيعية وأسسوا حركة أمل الإسلامية التي تحولت بعد ذلك إلى حزب الله بتوجيه وصناعة إيرانية عربونها الولاء الكامل لإيران و الإيمان بولاية الفقيه التي لم يقتنع بها رجال حركة أمل العروبين ولا رئيسهم الدائم نبيه بري ، هذا الجيل الأول من المنسلخين شكلوا الحزب وهم الذين رشوا الأرز والملح على الدبابات الإسرائيلية في يحمر والنبطة والغازية ومغدوشة و صيدا ، قال لي أحدهم أن الإسرائيلين عندما اجتاحوا جنوب لبنان وصولا إلى بيروت كنا نلقي عليهم الأرز والملح (ترحيبا ) وتأييدا للخلاص من عناصر فتح وجبهات ومنظمات المقاومة الفلسطينية ، لأنها كانت قد احكمت السيطرة على لبنان وبنوا سجونا يسجنون فيها من يعارضهم أو يعترض عليهم من الشيعة أو من اللبنانيين عامة ، وطال تحكمهم كل شيئ تقريبا حتى بات (الختيار ) ياسرعرفات هو الحاكم الفعلي في لبنان ، لدرجة أن أحد ضباط الصاعقة الفلسطينيية على أحد الحواجز رفض أن تمر سيارة سليمان فرنجية (الرئيس اللبناني آنذاك ، كما فعلوا في الأردن عندما فتشوا سيارة الملكة عالية زوجة الملك حسين ،) ولهذا فرحنا بقدوم اليهود إلى لبنان فألقت نساؤنا على دباباتهم من النوافذ الأرز والملح … هذا كلام أحد قياداتهم الوسيطة عند محاورتي له في صور عام2000 عندما كنت أجمع مادة كتابي (الهروب إلى المقاومة… مقاتلون مصريون في لبنان ) وقال لي أياد أج غالي (زعيم جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في تمبكتو عام 2012 )أنه فرمن لبنان التي أرسله إليها القذافي على رأس مائة مقاتل من الطوارق دعما للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل -لسببين أولها خيانة الشيعة وتعاملهم مع اليهود و ثانيهما خور وإنحلال الجبهة ( خمر ونساء ) .
أما علاقة حزب الله بإسرائيل فانها تمر عبر وسطاء على رأسهم ملالي إيران ، ولذلك أشترى حزب الله أو عدد من قياداته مساحات واسعة من الأراضي والجبال في جنوب لبنان بداية من معبر فاطمة وحول قلعة أرنون الشقيف وحتى قانا وما بعدها ، و كان أصحابها قد هجروها و نزحزا إلى بيروت وصيدا وغيرهما لأنهم كانوا يفقدون الأمل في زوال الإحتلال إلا قادة حزب الله وبعض النافذين في لبنان الذين أشتروها بثمن بخس قبل أن ينسحب الإسرائيليون من جنوب لبنان عام 2000 ، لأن الإنسحاب كان متفق عليه وتم الترويج له إعلاميا على أنه تنفيذا لقرار الأمم المتحدة رقم 425 ، رغم أن كل قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالعرب لم ينفذ منها سوى هذا القرار ، بعدها نمت قوة حزب الله وأصبح الشوكة الأخطر في خاصرة لبنان وسوريا كوكيل للشيعة الفرس ولا شك عندي انه قد انتهي دوره تماما ولن ألتفت إلى الأخبار التي تسربت بتهريب أولاده وأسرته إلى ايران عبر حدود سوريا إلى العراق فهذا أمر بديهي بالنسبة لي فمن أشترى مئات الهكتارات قبل أن يرحل الاحتلال بعام لابد أنه قد عرف مصيره إما بالإغتيال الذي أظنه سيكون من الداخل وليس عبر طائرة مسيره أو صاروخ موجه فلابد أن يؤمن أولاده ،بقى أن أقول أن خيبة الشعوب تصنعها الشعوب بنفسها ولنفسها ثم تبكي .