نظمت مؤسسة آتوم للتنمية الثقافية والإبداع برئاسة الكاتبة والباحثة الثقافية سميحة المناسترلى، سهرة ثقافية حول “دور الدراما فى نشر الوعى” ومناقشة سيناريو فيلم “الكارثة” للكاتب ممدوح فهمي، أمس الجمعة بمقر المؤسسة بالهرم، وتحدث فى اللقاء نخبة من أقطاب النقد والإخراج السينمائي ” الناقدة والباحثة الدكتورة وفاء كمالو، والناقد والسيناريست الدكتور وليد سيف رئيس المركز القومي للسينما الأسبق، والمخرج والمنتج السينمائي الأستاذ عادل الأعصر” .
أدارت اللقاء الكاتبة سميحة المناسترلي، التى رحبت بالسادة الضيوف وألقت نبذة مختصرة عن سيرتهم الذاتية مع عرض برومو لكل منهم، وأكدت فى ختام اللقاء على رفض أى عمل فنى يشوه هويتنا وتاريخنا، كما أكدت على ضرورة الاهتمام بتواجد وتنوع شركات الإنتاج والكٌتاب، لما يمثل ذلك من دخل كبير لمصر، مشيرة إلى أن اللقاء سيبث فى الأيام القليلة المقبلة من خلال برنامج “إلا مصر” تصوير وإخراج محمود فؤاد، وذلك على قناة سميحة المناسترلي بموقع اليوتيوب والمواقع المختلفة للسوشيال ميديا .
تحدث الكاتب ممدوح فهمى عن حياته الفنية، وقال إنه بدأ الكتابة منذ مرحلة الإعدادية والتحق بكلية التجارة التى وجد فيها المكتبة والمسرح، وكان يحصل كل عام فى الجامعة على الجائزة الأولى فى النصوص المسرحية، وعمل سيناريو برنامج “حياتى” مع الإعلامية فايزة واصف، وعمل مع المخرج كمال الشيخ وغيره من كبار المخرجين، كما تحدث عن كواليس فيلم “العميل رقم ١٣” للفنان محمد صبحى وكيف جاءت فكرته، مشيرا إلى أنه قام بعمل مجموعة من التعديلات على سيناريو فيلم “الكارثة” فى الطبعة الجديدة لكى يتناسب مع تكنولوجيا العصر .
أكدت الناقدة والباحثة الدكتورة وفاء كمالو، أننا فى حاجة للأعمال التى تؤكد على هويتنا المصرية وأن الفن هو الديمقراطية التى تصنع حياة الإنسان، مشيرة إلى وجود حالة من التراجع فى الدراما لنشر أفكار وقيم معينة مخالفة لتقاليدنا وعاداتنا المصرية، وأن موضوع ورش السيناريو الذى نشهده حاليا يضر بالعمل، لأنه يجعل الحلقات ذات طابع مختلف ومنفصل عن بعضها، وعن فيلم الكارثة أوضحت كمالو أنه يتميز بالخيال العلمي الذى يرتكز على الحقيقة العلمية والشخصيات الحقيقية، وبالرغم من أنه كتب منذ مايقرب من ٣٠ عاما، إلا أن الفيلم يتحدث عن مشكلة العصر وهو المناخ وتغيراته .
أوضح الناقد والسيناريست الدكتور وليد سيف رئيس المركز القومي للسينما الأسبق، أن هناك بصيص من الأمل فى ما قدم حاليا فى مجال الدراما التى تحمل أعمالا جادة وهادفة، وأشاد سيف بإقامة ورش الكتابة مؤكدا أن مخرج العمل هو من يقوم بفلترة الورشة، مضيفا أنه قام بعمل ورشة ثلاثية كوميدية وكانت ناجحة جدا، وعن فيلم “الكارثة” قال إنه ينتمى للخيال العلمي الذى يحمل صورة مستقبلية ويتناول قضية تهدد البشرية، وأفلام الخيال العلمي فى مصر نادرة جدا، لذا يجب أن ندعم ونساند كٌتابنا فى هذا المجال خاصة حين يتكلم الفيلم عن قضية عالمية وبشرية .
وقال المخرج الكبير والمنتج السينمائي عادل الأعصر، إن مشكلة الدراما اليوم تكمن فى أننا نهتم بالفنان بطل العمل أكثر من العمل ومضمونه، فالكاتب أو السيناريو “ورق العمل” هو أساس البنيان، وأن ورش السيناريو من وجهة نظره تفسد السيناريو، موضحا إنه حين التحق بمعهد السينما تدرب على يد أساتذة الإخراج فى ذلك الوقت مثل حسن الإمام ونور الدمرداش وصلاح أبو سيف، وقرر أن ينتج ويخرج وله تجربة مسرحية واحدة هى “الواد ويكا بتاع أمريكا” تأليف يسرى الإبيارى، وأعرب عن إعحابه بسيناريو فيلم “الكارثة” واستيائه لعدم وجود جهة متحمسة له، مشيرا إلى أن الفيلم يحمل معلومات هامة ممتزجة بالخيال العلمي والناحية الاجتماعية فى نسيج رائع وبساطة متناهية .
فى ختام اللقاء اتفق الجميع على أهمية دور الفنون والدراما والإبداع في تشكيل وجدان الجماهير، وتغذيته بالفكر السليم والوعي والانتماء بصورة فاعلة وبسيطة، للحفاظ على الهوية والتراث وأيضا مواكبة تطورات العصر الحديث .