قال رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إن الكرد قدموا تضحيات كبيرة لأجل ظهور عراق اتحادي والحفاظ عليه وحماية حقوق كافة مكوناته، مطالبا بغداد الالتزام بالدستور والتعاون في مواجهة أية مخاطر وتحديات تواجه استقرار الوطن.
وأضاف رئيس حكومة إقليم كردستان خلال كلمته صباح اليوم الأحد بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، والتي ألقاها بمؤتمر “كردستان مهد التعايش السلمي” الذي نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أن الخطابات العدائية والتحريض على العنف أدى إلى كوارث جسيمة، وأن الحروب ما زالت تدور رحاها في العديد من البلدان والمناطق في العالم، بينما كردستان يقف مركزاً للتعايش السلمي، محتضنا مختلف القوميات والديانات والمعتقدات، كجزء من ثقافة الكرد ونمط حياتهم، فعاش معهم التركمان والكلدان والآشوريون والسريان والأرمن والعرب، والمسلمون والمسيحيون والإيزيديون واليهود جنباً إلى جنب.
وأكد أنه بسبب الفكر الشوفيني والعدائي الذي ينفي وجود الكرد، تعرض الإقليم لكوارث فادحة وإبادات جماعية عديدة وحملات الأنفال والهجمات الكيميائية من أنظمة رفضت الاعتراف بحقوق القوميات الأخرى، لكنها رحلت وبقي الكرد بتسامحهم، فخلال الانتفاضة التي انطلقت بعد ثلاث سنوات فقط من حملات الأنفال والهجمات الكيميائية، تم أسر الآلاف من الجنود العراقيين في إقليم كردستان، لكن الزعيم مسعود بارزاني دعا إلى احترامهم وحمايتهم، فظل خطابنا مبنياً على المحبة والتعايش السلمي، واحترام المساواة والعدالة.
وحذر رئيس حكومة إقليم كردستان من محاولات جديدة لنشر الفكر الشوفيني وإلغاء الآخر وفرض الإرادات مؤكدا “قدمنا تنازلات جمة من أجل تأسيس عراق اتحادي وديمقراطي، وبذلنا أقصى جهودنا لإنشاء عراق جديد يشعر فيه كل مكون بوجوده وبضمان حقوقه وخصوصيته، وهناك محاولات لانتهاك حقوقنا الدستورية، إلى جانب نشر خطاب الكراهية والعداء ضد إقليم كردستان بطريقة مضللة، والادعاء بأن ازدهار إقليم كردستان وتطويره يأتي على حساب أجزاء أخرى من العراق”.
و دعا مسرور بارزاني حكومة بغداد إلى الالتزام بالدستور العراقي كضمانة وحيدة للاستقرار وحماية حقوق جميع مكونات العراق، وتعويض كل من لحق به ظلم، مشددا على أن مشكلة الإقليم مع بغداد لا تقتصر على قضية الرواتب والمسائل المالية، وإنما تمتد إلى التهديد المستمر الذي يتعرض له الفلاحون الكرد والتركمان في كركوك وضواحيها وعمليات الاستيلاء على أراضيهم الزراعية.